أورجزمه
...بعد مرور أقل من ساعتين على خروجه من البيت بحجة السفر إلى الاسكندرية في مهمة عمل كما أخبرها, عاد فوزي ثانية للبيت استكمالاً لخطته في مفاجأة فوزية بعد أن اطمأنت إلى رواية سفره و تغيبه لبضعة أيام... خلع حذاءه و أدار المفتاح بهدوء, تسلل إلى الشقة على أطراف أصابعه متوجهاُ إلى غرفة النوم.. وحين اقترب من باب الغرفة الموصد, تسارعت ضربات قلبه وهو يتخيل مشهد وقع المفاجأة في عيون فوزية.. تصبب العرق من جبينه, و شعر بمزيد من التوتر, ثم بشيء من الجوع.. فاتجه ناحية المطبخ ليسكت معدته قليلاً قبل قيامه بمباغتته الموعودة, كان لا يزال يحمل حذاءه.. فتح باب الثلاجة فوجدها خاوية إلا من بيضتين يتيمتين, قام بخفقهما في كوب, شربهما دفعة واحدة, ثم تجشأ, توجه فوزي ثانية إلى غرفة النوم و فتح الباب عنوة.. فوجد فوزية تغط في نوم عميق.. جلس إلى جوارها و أيقظها بقبلة على جبينها (و كان لا زال يحمل حذاءه)..
كل سنة و انتي طيبة يا حبيبتي..
سألته بنبرة متثائبة: هو انت ما سافرتش يا فوزي؟
لا يا حبيبتي.. كنت عايز أفاجئك في يوم عيد ميلادك..
فاجئتني بجد, عليك لفتات و حركات مالهاش حل يا فوزي..
فوزية ممكن تسامحيني؟
على أيه يا حبيبي؟
ما جبتلكيش هدية معايا..
كفاية عندي يا فوزي إنك افتكرت و فاجئتني كالعادة باحساسك و حنية قلبك, ده عندي بالدنيا, ده أجمل هدية..
ربنا يخليكي ليا يا فوزية, أصيلة و الله, لولا الملامة كنت جبتلك الدنيا بحالها..
عيب يا فوزي ما تقولش كده, أزمة و حتعدي, الفلوس بتروح و تيجي, و الحب هو اللي بيفضل, انت زادي و زوادي و دنيتي..
بحبك يا فوزية..
بعشقك يا فوزي..
ضمها إلى صدره بشوق و هو لا يزال يحمل حذاءه..
تبادلا الاشتياق بلهفة.. حتى الارتواء, و كان لا يزال يحمل حذاءه..
في هذه الاثناء كان هناك رجل في المطبخ يفتح باب الثلاجة ثم يندهش لعدم وجود بيضتين وضعهما بيديه قبل خلوده للنوم مبكراً كعادته, أغلق باب الثلاجة و هو يستشيط غضباً متمتماً: مراتي هاجراني بقالها سنتين قلنا ماشي أنا غلطت كتير في حقها و وريتها أيام سوده, بس تقوم تاكل البيضتين اللي حيلتي و أنام من غير عشا, دي تبقى سفالة وقلة أصل, الله يحرقك يا فوزية يا بنت المفجوعة,يلعن ميتين أهلك.. توجه إلى غرفته المجاورة لغرفة زوجته و أغلق الباب متمتماً بمزيد من اللعنات..
انتهى.
..............................
قراءة فى الأورجزمة-1
هناك نصوص نكتبها ونصوص تكتبنا ولكن هناك أيضا نصوص مثلها مثل بعض العروض السنمائية التى تحتاج الى منظار خاص لمتابعتها فقد بدأ تاريخ فوزى فى التراكم مما انعكس على أجراءات استدعاءه، لم يعد فوزى جسر محايد لعبور النص أصبح بشكل ما عنصر ثقيل الكثافة له علامته على المعنى والدلالة لهذا فبين فوزى والعنوان مساحة تجاذب تستحق الانتباه فالعنوان يمثل شكل من أشكال الازدواج بين قمة ذروة الشهوة واللذة فى وجه وأسفل ما يعبر به عن الإهانه من جهة أخرى، ولا يزال المشهد الإعلامى به أثر من مجموعة من الجزم التى كانت لها حضور من النوادى الرياضية حتى داخل قبة البرمان بين اللذه المستورة او المختلسة والجزمه المشهورة (من الإشهار) أو المرفوعة إشارة للقوة وعدم الاكتراث وتوجيه الإهانة أو الملبوسة لحماية القدم من خشونة وقذارة الطريق، وهنا تطل الصورة لتكون حدودا للمصطلح فهناك فرق بين الوضع والاصطلاح بالنسبة للكلمة فعلى سبيل المثال" التدوين" من (الديوا ن : جمعه؛ دوَّن أسماء موظفي الدولة في سجلات خاصة.- الكتبَ: جمعها ورتَّبها). هذا على مستوى الوضع أما اصطلاحا فما نحن فيه هنا أصبح تدوينا وهكذا-- لهذا فتلك الصورة المزدوجة ـأيضا لفردة الحذاء الغامضة الوجهة شمالا أم يمينا تدخلها القدم أم تلتهم القدم؟ ويكون السؤال ولماذا كل هذاالافتتاح الذى يأتى على خلفية اغتيال آخر شديد الصخب لفوزى مع بداية/ نهاية عام بين الوداع والاستقبال؟ واذا كان فوزى تلاعب فى البوسط السابق بين الظهور والاختفاء فهل بهذا العنوان يمهد لتلاعب من نوع جديد بين الفرادة والازدواج؟
وترى كيف يكون للعنوان كل هذا الحضور ففى هذه التدوينة كون العنوان مع الصورة حقل شديد الخصوصية ينفتح لكل البذور وتشتهيه المواسم لا تكاد تخرج من صداه الدلالى حتى تعاود الانتباه له ولكن عندما تتحرك لمسافة كافية داخل التدوينة لا تخطىء العين هذا الشجن الحزين الذى يستدعى تلك الموسيقى وعالم التواصل ذو السبع حروف فكم كان ملائما القراءة على هامش تلك المقطوعة – كنت أتسائل كيف يستطيع فوزى أن يمارس هذا التزحلق على الجليد فى هذا المناخ وتلك الزلازل وأكوام القمامة التى تقزز النفوس ، فتكاد صورة الحذاء ان تزكم الانوف ا رغم حدود الصوره وعالمها لقد كان المجال بين الصورة والعنوان يذكر بمشهد الصراع بين الكوبرا والنمس داخل حقل بصرى محايد عبر شريط بطىء العرض فالكلمة" العنوان" تكاد تكون مرسومة أقول رغم هذا لم يستطع النص أن يخرج من مجال الجاذبية الارجزمانية ليمهد لمشهد شديد الحزن رغم طرافته
عزيزي ابو الليل
هذه القراءة هى مجرد قراءة على هامش نص الأورجزمه
هامش البداية
نحن هنا فى هامش الهامش نص كاتبه مجهول وقارئه مجهول طبقا لشروط عالم المركز" للمعروف"، النص تحت عنوان أكبر واضح الانحياز للهامش" ياااااأخى احه" يبدأ وينتهى بها بكل ما تعنى الكلمة وما لاتعنى أيضا، لهذا فالنص يبدو مستريحا فى عالمه الخاص ومحلقا فى فضاءه العريض--- ولكن هل من الممكن لهذا العالم الخاص اختراق حاجز اللغة والانعتاق من مجال الجاذبية للدلالة ومرواغة الاثر؟
قراءة فى الأورجزمه 2
صدى المركز وأصوات الهامش
النص
إذا كان العنوان و الصورةالتي هى هنا " كتأمل بالغ التعقيد في المعنى" ( لوران بارت) يمثلان جزءا رئيسيا فى "النص التدوينى" كمفتاح لدخول عالم الحكى فيه فجسم النص ينقسم الى ثلاث مقاطع بثلاث حركات يبدأ المقطع الاول:
بمباغته سردية تعتمد على مخيلة مستهلكة لمشهد مثير من المشاهد التى كون لها العنوان التباسا مناسبا يبدأ الحكى ويمهد لتسابق بين التوقع والإثارة—غياب " بحجة السفر الى الاسكندريه" يصنع التوقع و يدعمه جملة بعد جملة (خطته لمفاجأة فوزية) ---(اطمئنت إلى رواية سفره)-(تغيبه لبضعة أيام)-( خلع حذاءه وأدار المفتاح بهدوء)- (تسلل/أطراف أصابعه/متوجها) وهكذا فى دعم متواصل ليكتمل الاغواء ويأخذنا الى أقصى اكتمال لدائرة الخيانة المستوطنة داخل المخيلة ثم يتجاوزها ويفاجئنا ب—نياهاهاها مضمنة(1) بعد ان "فتح الباب عنوه—فوجد فوزيه تغط فى نوم عميق، وهنا فالنعاود التحديق فى هذا الاغواء فى البداية ليشركنا معه فى مفاجأة فوزيه وقبل ان نكتشف اننا نحن المستهدفين بالمفاجئة فعيون فوزية كانت قريرة وفى نوم عميق ولم يكن فيها"اى اثر لوقع اى مفاجأه" –ولكن تلك المساحة بين توالى دعم المخيله والمتخيل بأغوائية مشهد الخيانة الذى يمثل ذروه درامية ملغمة بعناصر الإثاره(جنس/غدر/ /عار/) ومنفتحة على ممكنات ملغمة من جهة أخرى بردود فعل (صدمة/أنتقام/قتال) ففوزى قادم من بوسط قتل فيه شله من الاصدقاء لمجرد النميمة(2)، لقد خيمت أجواء الجريمة فى توقعات البداية فجريمة الشرف لها بنية متكاملة فى المخيله الشرق اوسطية وإن لم تختلف فى ملابستها فى أطارها الإنسانى عموما، وبشكل غامض لاتنسحب على الرجل بقسوة الا إذا كان صديق أو قريب للزوج، لقد دعم جو الجريمة وهييء بدلالات متوالية من بداية كلمة" خطته"" ضربات قلبه" "تصبب العرق" الى أن "فتح الباب عنوه ولكنه قبل ذلك وبخفه متناهية راعى فيها قدر الإمكان عدم كسر نغمة الحكى مستخدما كلمة فى غاية التوفيق كلمة "التوتر" ببراعة متناهية على مستوى الحكى وعلى مستوى الانصات كل هذا بجمله فى غاية التوفيق فهو لم يقطع الجمله بل نسج الجمله نسجا ملتفا واخفى عقدة الخيط بمهاره " و شعر بمزيد من التوتر ثم بشيء من الجوع.. فاتجه ناحية المطبخ ليسكت معدته قليلاً قبل قيامه بمباغتته الموعودة، كان لا يزال يحمل حذاءه.. فتح باب الثلاجة فوجدها خاوية إلا من بيضتين يتيمتين, قام بخفقهما في كوب, شربهما دفعة واحدة, ثم تجشأ," وهنا بالضبط الموقع الذي وضع الراوى حيلتين وتمويهتين: الحيلة الاولى بالاشاره للحذاء وهى لتدعم بنية السرد فقد أشار الراوى للحذاء خمس مرات فى خمس جمل متفرقه فى بنية النص حتى مشارف الجزء الثالث منه" وهنا وقفة مهمة فالحذاء لم يغادر العنوان وفى نحت الكلمة بموضعتها بين لغتين
{أورجزمه/orgasma}
والجزمه/الحذاء هي الصورة على الحقيقة فى عالم (كفكوى)3) --- ولكن إذا كان هذا على مستوى العنوان والصورة فما دور الحذاء فى النص؟ يبدوا أنه يمثل عصا الساحرالتى تأخذ العين بعيدا عن مكان الحيلة، وهنا نأتى لموضع الحيلة الثانية: البيض-- وهو رمز من الرموز التأسيسية للمدونه او المعادل الموضوعى لفوزى—وتلك قصة تستحق التوقف قليلا "فالبيضة فى المدونه سبقت فوزى (وانحسم الامر الذى حير الفلسفة اليونانية والمفكرين عبر التاريخ (4) ، ولكن لماذا البيض هنا؟ لماذا لم يجد فى الثلاجة فرخة محمرة مثلا؟ وبعيدا عن تفاصيل لها بداية وليس لها نهاية قد يكون البيض تعبيرا عميقا عن الإحساس بالخصاء التام على جميع المستويات وفى كل تفاصيل الحياة المحيطة بل والعالمية هكذا مرة واحدة، وعلاقة البيض بالعنوان وصورته كبنية واحدة واضح الأثر فحركة خفق البيض بخشونتها وشربها دفعة واحدة كلقطة بصرية على طريقة شرب الدواء المرأو الخمر الردىء لتشير بطرف خفى لداء العجز عن الأورجزمه لعالم البيض باختلاف أنواعه، وفى مجال الحكى هو تفعيل على مستويين رمز للقوة من جهة والجهوزية من جهة أخرى قتال /عناق ثم يعود الحذاء مرة أخرى بعدما استقر كتيمة للسردالذي تحول فجأة إلى منتهى النعومة "جلس الى جوارها وأيقظها بقبلة على جبينها".
لتنتهى حركة موسيقية وتنتقل إلى أخرى رغم الحذاء المرافق وظلال صورته " هكذا بكل براءة" كل سنة وأنتى طيبة يا حبيبتى. وتبدأ الحركة الثانية في ظل شبح العنوان/الاورجزمه الذي يستمر في اغرائنا بإثارة قادمة أقل توترا وأكثر تحيرا من موقع حمل مثل هذا الحذاء ذو الاسنان المتوحشة، فى اليد؟ تحت الابط؟ " سألته بنبرة متثائبة: هو انت ما سافرتش يا فوزي؟"لتحبط فوزية بتلك الجملة اللامباليه كل مثيرات المخيله وتفكك الخطة ليقوم فوزي هو الاخر بالتحالف مع الاحباط بتفسير بسيط لكل دوافع المقطع السابق" لا يا حبيبتي.. كنت عايز أفاجئك في يوم عيد ميلادك.." ولكن لا تترك فوزيه بخبرتها لفوزى الشعور بلامبالاتها واحباط همته " فاجئتني بجد, عليك لفتات و حركات مالهاش حل يا فوزي.." مما يعيد رفع درجه الاثارة فى الحوار " وهكذا فى تبادل ناعم متواطىء لاختلاس ما تبقى من ظلال المفاجأه المزعومة، يقلب الموقف تماما " فوزية ممكن تسامحيني؟" "أصيلة والله" وفى تبادل بين الاعتذار والامتنان والتفهم{ يمرر الراوى رسم الوضع الطبقى لشخوصه}( انت زادي و زوادي و دنيتي..) " ضمها الى صدره بشوق (وهو لايزال يحمل حذاءه)" تبادلا الاشتياق بلهفة.. حتى الارتواء (وكان لايزال يحمل حذاءه)" لتنتهى الحركة الثانية
وتبدأ الحركة الثالثة.
فى هذا الحركة الثالثة الذى يبدأ كبداية المشهد الاول ليعيد للمخيلة الانتباه وبهذه العبارة"فى هذه الاثناء كان هناك رجل" هنا ترتبك المخيله بين بقايا أثر الاغواء الاول وظلال الايحاء بالخيانه الزوجية فى (خاطفة سردية) بديعة لتتراوح الرؤية داخل المخيله كبندول بين الحذر من الحيله السابقة والتشكك والتساؤل حتى تأتى كلمة" فى المطبخ يفتح باب الثلاجة" ليتم تطابق الحدث مع الموقع"يفتح باب الثلاجة ثم يندهش لعدم وجود بيضتين وضعهما بيده قبل خلوده للنوم مبكرا كعادته"(وهنا موضع الحيلة الثانية التى أشرنا اليها تلك التى كان يموه عليها بهذا الحذاء " فاتجه ناحية المطبخ ليسكت معدته قليلاً قبل قيامه بمباغتته الموعودة, كان لا يزال يحمل حذاءه.. فتح باب الثلاجة فوجدها خاوية إلا من بيضتين يتيمتين". نلاحظ فى الحركة الثالثة اختفاء الحذاء تماما هناك ارتباط غامض بين فوزي الذى استقبلنا فى بداية النص يختفي فوزي المحاول فوزى" بجد, عليك لفتات و حركات مالهاش حل يا فوزي" الحاضر بحضور الحذاء/الجذمه والحريص على الاورجزمه، الذى يختفى بظهور فوزي الجائع فاقد البيضتين الذى ينهى معنا النص ولكن أختفاء الوسائل يشير الى الجوهر وموطن الاعتبار، ثم تأتى كلمة "كعادته لتزيد الأمر أختلالا فهنا أيضا تتدافع الايحاءات وتتصاعد لتمهد لإرباك كامل للمخيله"أغلق باب الثلاجه" هذا الرجل؟ أنه يتصرف كصاحب مكان ليس متسللا ليس متلصصا، وهو يشتشيط غضبا متمتما: مراتي هاجراني--- هكذا إذن—فوزي منفصلا تماما، فاقدا القدرة على الرؤية و السمع(كيف تنظر في عين أمرأه لا تستطيع حمايتها، كيف تصبح فارسها فى الغرام) فها هو يخرج من غرفة تاركا ظله فيها يفعل ما لم يفعله على الحقيقة—لماذا لم يسمع هذا الملاعبة والمدعابة " بحبك يا فوزية..
بعشقك يا فوزي..
ضمها إلى صدره بشوق و هو لا يزال يحمل حذاءه..
تبادلا الاشتياق بلهفة.. حتى الارتواء
وهو لا يفصله عنهم إلا الجدار، فوزي يدرك الأمور ولكنه عاجز تماما عن القبض على الأسباب أو التعامل معها فوزى يشعر بالمرض بالألم ولكن يجهل مصدرة الحقيقيى، فوزي يدرك ذاته بشكل غامض ولكنه عاجز تماما عن اختراق غيوم هذا الغموض لهذا فهو يسقط الغضب على العائق المباشر، فإذا لم يكن هناك إلا بيضتين فماذا تأكل فوزية؟ فهل تموت فوزية من الجوع؟ انه لايستطيع الابتعاد عن السبب المباشر لانه سوف يواجه نفسه فهل هو عاجز عن ادراك الاسباب أم انه خائف من مواجهة الاسباب او التعامل معها فوزي يستعرض الموقف كله لسنتين ماضيتين ويفهم الموقف كله " مراتي هاجراني بقالها سنتين قلنا ماشي أنا غلطت كتير في حقها و وريتها أيام سوده" ولكن داخل هذا العالم الذى استطاع الراوى فى كلمات قليلة بأعتماده على ما أصبح يحيط بعوالم فوزى المتعدده وعلى خلفية أصداء المركز على الهامش فهناك أحداث ثقيله تلقى بظلالها على المواطن العادى منها المعيشي والاقليمى والعالمى ولكن هذا العالم الداخلي لفوزى الذى يمثل الاغلبية الصامتة قهرا وعجزا وتنظر حولها على لاأحد ولا أفق، هذا التوازن الشفيف بين ما ينهال فوق الرأس وما يمس الجلد والعظم من أحداث الى جانب دائرة المباشر بخشونته وشروط البقاء الممكن وبين ما تدركه الحواس وما تتغافل عنه وما يحدث على الحقيقة ويتم التعامل معه على أنه خيال، هذا التواطىء المقيم، هذا الازدواج/الانفصام الحاد،" الغضب الفاقد الوجهة" كل هذا على المحك كل هذا" التوتر" هل فوزي فى حلم أم كابوس لقد انتزع الواقع قدرة فوزي على أن يحب نفسه انتزع قدرته على الخيال وزلزل أركانه فهو ممتلىء غضبا وفاقد القدرة على الفعل لانه لم يعد يستطيع أن يحلم رغم شدة عزمه هو غير قادر على مجرد" عبور" الغرفة المجاورة لمواجهة الحقيقة/فوزية أيا كانت انتقاما أم غراما أنه يتواطىء مع الغموض لانه لايؤمن بنفسه ولا بأي شىء آخر. لهذ فهو حزين ليس حزن نهاية فيلم أمريكان بيوتى ولكن حزن بداية رواية الغريب لكامي حزن اللامبالى لذا فهو--- أغلق الباب متمتماً بمزيد من اللعنات*
---------
(1) راجع تدوينة فوزى نياهاهاها(الذى أختفى فى ظروف غامضة)
(2) راجع البوسط السابق
(3)الاحالة لكافكا وروايته المسخ (فبطل الرواية بعدما تحول لحشرة متعددة الارجل ،اصبح عليه مواجهة واقع ومنظور مختلف لذاته وللعالم ،ليس واقع الانسان لانه لم يعد كذلك تماما وليس واقع الحشرة لنفس السبب،إذا هو واقع الإنسان الحشرة)
(4) http://uk.news.yahoo.com/25052006/323/philosopher-scientist-farmer-crack-chicken-egg-question.html
http://www.alarabiya.net/articles/2006/05/27/24117.htm
* لقد تم أغفال صوت فوزية فى القراءة فى أنتظارصوت يعبر رؤيتها يوما ما
كل سنة و انتي طيبة يا حبيبتي..
سألته بنبرة متثائبة: هو انت ما سافرتش يا فوزي؟
لا يا حبيبتي.. كنت عايز أفاجئك في يوم عيد ميلادك..
فاجئتني بجد, عليك لفتات و حركات مالهاش حل يا فوزي..
فوزية ممكن تسامحيني؟
على أيه يا حبيبي؟
ما جبتلكيش هدية معايا..
كفاية عندي يا فوزي إنك افتكرت و فاجئتني كالعادة باحساسك و حنية قلبك, ده عندي بالدنيا, ده أجمل هدية..
ربنا يخليكي ليا يا فوزية, أصيلة و الله, لولا الملامة كنت جبتلك الدنيا بحالها..
عيب يا فوزي ما تقولش كده, أزمة و حتعدي, الفلوس بتروح و تيجي, و الحب هو اللي بيفضل, انت زادي و زوادي و دنيتي..
بحبك يا فوزية..
بعشقك يا فوزي..
ضمها إلى صدره بشوق و هو لا يزال يحمل حذاءه..
تبادلا الاشتياق بلهفة.. حتى الارتواء, و كان لا يزال يحمل حذاءه..
في هذه الاثناء كان هناك رجل في المطبخ يفتح باب الثلاجة ثم يندهش لعدم وجود بيضتين وضعهما بيديه قبل خلوده للنوم مبكراً كعادته, أغلق باب الثلاجة و هو يستشيط غضباً متمتماً: مراتي هاجراني بقالها سنتين قلنا ماشي أنا غلطت كتير في حقها و وريتها أيام سوده, بس تقوم تاكل البيضتين اللي حيلتي و أنام من غير عشا, دي تبقى سفالة وقلة أصل, الله يحرقك يا فوزية يا بنت المفجوعة,يلعن ميتين أهلك.. توجه إلى غرفته المجاورة لغرفة زوجته و أغلق الباب متمتماً بمزيد من اللعنات..
انتهى.
..............................
قراءة فى الأورجزمة-1
هناك نصوص نكتبها ونصوص تكتبنا ولكن هناك أيضا نصوص مثلها مثل بعض العروض السنمائية التى تحتاج الى منظار خاص لمتابعتها فقد بدأ تاريخ فوزى فى التراكم مما انعكس على أجراءات استدعاءه، لم يعد فوزى جسر محايد لعبور النص أصبح بشكل ما عنصر ثقيل الكثافة له علامته على المعنى والدلالة لهذا فبين فوزى والعنوان مساحة تجاذب تستحق الانتباه فالعنوان يمثل شكل من أشكال الازدواج بين قمة ذروة الشهوة واللذة فى وجه وأسفل ما يعبر به عن الإهانه من جهة أخرى، ولا يزال المشهد الإعلامى به أثر من مجموعة من الجزم التى كانت لها حضور من النوادى الرياضية حتى داخل قبة البرمان بين اللذه المستورة او المختلسة والجزمه المشهورة (من الإشهار) أو المرفوعة إشارة للقوة وعدم الاكتراث وتوجيه الإهانة أو الملبوسة لحماية القدم من خشونة وقذارة الطريق، وهنا تطل الصورة لتكون حدودا للمصطلح فهناك فرق بين الوضع والاصطلاح بالنسبة للكلمة فعلى سبيل المثال" التدوين" من (الديوا ن : جمعه؛ دوَّن أسماء موظفي الدولة في سجلات خاصة.- الكتبَ: جمعها ورتَّبها). هذا على مستوى الوضع أما اصطلاحا فما نحن فيه هنا أصبح تدوينا وهكذا-- لهذا فتلك الصورة المزدوجة ـأيضا لفردة الحذاء الغامضة الوجهة شمالا أم يمينا تدخلها القدم أم تلتهم القدم؟ ويكون السؤال ولماذا كل هذاالافتتاح الذى يأتى على خلفية اغتيال آخر شديد الصخب لفوزى مع بداية/ نهاية عام بين الوداع والاستقبال؟ واذا كان فوزى تلاعب فى البوسط السابق بين الظهور والاختفاء فهل بهذا العنوان يمهد لتلاعب من نوع جديد بين الفرادة والازدواج؟
وترى كيف يكون للعنوان كل هذا الحضور ففى هذه التدوينة كون العنوان مع الصورة حقل شديد الخصوصية ينفتح لكل البذور وتشتهيه المواسم لا تكاد تخرج من صداه الدلالى حتى تعاود الانتباه له ولكن عندما تتحرك لمسافة كافية داخل التدوينة لا تخطىء العين هذا الشجن الحزين الذى يستدعى تلك الموسيقى وعالم التواصل ذو السبع حروف فكم كان ملائما القراءة على هامش تلك المقطوعة – كنت أتسائل كيف يستطيع فوزى أن يمارس هذا التزحلق على الجليد فى هذا المناخ وتلك الزلازل وأكوام القمامة التى تقزز النفوس ، فتكاد صورة الحذاء ان تزكم الانوف ا رغم حدود الصوره وعالمها لقد كان المجال بين الصورة والعنوان يذكر بمشهد الصراع بين الكوبرا والنمس داخل حقل بصرى محايد عبر شريط بطىء العرض فالكلمة" العنوان" تكاد تكون مرسومة أقول رغم هذا لم يستطع النص أن يخرج من مجال الجاذبية الارجزمانية ليمهد لمشهد شديد الحزن رغم طرافته
عزيزي ابو الليل
هذه القراءة هى مجرد قراءة على هامش نص الأورجزمه
هامش البداية
نحن هنا فى هامش الهامش نص كاتبه مجهول وقارئه مجهول طبقا لشروط عالم المركز" للمعروف"، النص تحت عنوان أكبر واضح الانحياز للهامش" ياااااأخى احه" يبدأ وينتهى بها بكل ما تعنى الكلمة وما لاتعنى أيضا، لهذا فالنص يبدو مستريحا فى عالمه الخاص ومحلقا فى فضاءه العريض--- ولكن هل من الممكن لهذا العالم الخاص اختراق حاجز اللغة والانعتاق من مجال الجاذبية للدلالة ومرواغة الاثر؟
قراءة فى الأورجزمه 2
صدى المركز وأصوات الهامش
النص
إذا كان العنوان و الصورةالتي هى هنا " كتأمل بالغ التعقيد في المعنى" ( لوران بارت) يمثلان جزءا رئيسيا فى "النص التدوينى" كمفتاح لدخول عالم الحكى فيه فجسم النص ينقسم الى ثلاث مقاطع بثلاث حركات يبدأ المقطع الاول:
بمباغته سردية تعتمد على مخيلة مستهلكة لمشهد مثير من المشاهد التى كون لها العنوان التباسا مناسبا يبدأ الحكى ويمهد لتسابق بين التوقع والإثارة—غياب " بحجة السفر الى الاسكندريه" يصنع التوقع و يدعمه جملة بعد جملة (خطته لمفاجأة فوزية) ---(اطمئنت إلى رواية سفره)-(تغيبه لبضعة أيام)-( خلع حذاءه وأدار المفتاح بهدوء)- (تسلل/أطراف أصابعه/متوجها) وهكذا فى دعم متواصل ليكتمل الاغواء ويأخذنا الى أقصى اكتمال لدائرة الخيانة المستوطنة داخل المخيلة ثم يتجاوزها ويفاجئنا ب—نياهاهاها مضمنة(1) بعد ان "فتح الباب عنوه—فوجد فوزيه تغط فى نوم عميق، وهنا فالنعاود التحديق فى هذا الاغواء فى البداية ليشركنا معه فى مفاجأة فوزيه وقبل ان نكتشف اننا نحن المستهدفين بالمفاجئة فعيون فوزية كانت قريرة وفى نوم عميق ولم يكن فيها"اى اثر لوقع اى مفاجأه" –ولكن تلك المساحة بين توالى دعم المخيله والمتخيل بأغوائية مشهد الخيانة الذى يمثل ذروه درامية ملغمة بعناصر الإثاره(جنس/غدر/ /عار/) ومنفتحة على ممكنات ملغمة من جهة أخرى بردود فعل (صدمة/أنتقام/قتال) ففوزى قادم من بوسط قتل فيه شله من الاصدقاء لمجرد النميمة(2)، لقد خيمت أجواء الجريمة فى توقعات البداية فجريمة الشرف لها بنية متكاملة فى المخيله الشرق اوسطية وإن لم تختلف فى ملابستها فى أطارها الإنسانى عموما، وبشكل غامض لاتنسحب على الرجل بقسوة الا إذا كان صديق أو قريب للزوج، لقد دعم جو الجريمة وهييء بدلالات متوالية من بداية كلمة" خطته"" ضربات قلبه" "تصبب العرق" الى أن "فتح الباب عنوه ولكنه قبل ذلك وبخفه متناهية راعى فيها قدر الإمكان عدم كسر نغمة الحكى مستخدما كلمة فى غاية التوفيق كلمة "التوتر" ببراعة متناهية على مستوى الحكى وعلى مستوى الانصات كل هذا بجمله فى غاية التوفيق فهو لم يقطع الجمله بل نسج الجمله نسجا ملتفا واخفى عقدة الخيط بمهاره " و شعر بمزيد من التوتر ثم بشيء من الجوع.. فاتجه ناحية المطبخ ليسكت معدته قليلاً قبل قيامه بمباغتته الموعودة، كان لا يزال يحمل حذاءه.. فتح باب الثلاجة فوجدها خاوية إلا من بيضتين يتيمتين, قام بخفقهما في كوب, شربهما دفعة واحدة, ثم تجشأ," وهنا بالضبط الموقع الذي وضع الراوى حيلتين وتمويهتين: الحيلة الاولى بالاشاره للحذاء وهى لتدعم بنية السرد فقد أشار الراوى للحذاء خمس مرات فى خمس جمل متفرقه فى بنية النص حتى مشارف الجزء الثالث منه" وهنا وقفة مهمة فالحذاء لم يغادر العنوان وفى نحت الكلمة بموضعتها بين لغتين
{أورجزمه/orgasma}
والجزمه/الحذاء هي الصورة على الحقيقة فى عالم (كفكوى)3) --- ولكن إذا كان هذا على مستوى العنوان والصورة فما دور الحذاء فى النص؟ يبدوا أنه يمثل عصا الساحرالتى تأخذ العين بعيدا عن مكان الحيلة، وهنا نأتى لموضع الحيلة الثانية: البيض-- وهو رمز من الرموز التأسيسية للمدونه او المعادل الموضوعى لفوزى—وتلك قصة تستحق التوقف قليلا "فالبيضة فى المدونه سبقت فوزى (وانحسم الامر الذى حير الفلسفة اليونانية والمفكرين عبر التاريخ (4) ، ولكن لماذا البيض هنا؟ لماذا لم يجد فى الثلاجة فرخة محمرة مثلا؟ وبعيدا عن تفاصيل لها بداية وليس لها نهاية قد يكون البيض تعبيرا عميقا عن الإحساس بالخصاء التام على جميع المستويات وفى كل تفاصيل الحياة المحيطة بل والعالمية هكذا مرة واحدة، وعلاقة البيض بالعنوان وصورته كبنية واحدة واضح الأثر فحركة خفق البيض بخشونتها وشربها دفعة واحدة كلقطة بصرية على طريقة شرب الدواء المرأو الخمر الردىء لتشير بطرف خفى لداء العجز عن الأورجزمه لعالم البيض باختلاف أنواعه، وفى مجال الحكى هو تفعيل على مستويين رمز للقوة من جهة والجهوزية من جهة أخرى قتال /عناق ثم يعود الحذاء مرة أخرى بعدما استقر كتيمة للسردالذي تحول فجأة إلى منتهى النعومة "جلس الى جوارها وأيقظها بقبلة على جبينها".
لتنتهى حركة موسيقية وتنتقل إلى أخرى رغم الحذاء المرافق وظلال صورته " هكذا بكل براءة" كل سنة وأنتى طيبة يا حبيبتى. وتبدأ الحركة الثانية في ظل شبح العنوان/الاورجزمه الذي يستمر في اغرائنا بإثارة قادمة أقل توترا وأكثر تحيرا من موقع حمل مثل هذا الحذاء ذو الاسنان المتوحشة، فى اليد؟ تحت الابط؟ " سألته بنبرة متثائبة: هو انت ما سافرتش يا فوزي؟"لتحبط فوزية بتلك الجملة اللامباليه كل مثيرات المخيله وتفكك الخطة ليقوم فوزي هو الاخر بالتحالف مع الاحباط بتفسير بسيط لكل دوافع المقطع السابق" لا يا حبيبتي.. كنت عايز أفاجئك في يوم عيد ميلادك.." ولكن لا تترك فوزيه بخبرتها لفوزى الشعور بلامبالاتها واحباط همته " فاجئتني بجد, عليك لفتات و حركات مالهاش حل يا فوزي.." مما يعيد رفع درجه الاثارة فى الحوار " وهكذا فى تبادل ناعم متواطىء لاختلاس ما تبقى من ظلال المفاجأه المزعومة، يقلب الموقف تماما " فوزية ممكن تسامحيني؟" "أصيلة والله" وفى تبادل بين الاعتذار والامتنان والتفهم{ يمرر الراوى رسم الوضع الطبقى لشخوصه}( انت زادي و زوادي و دنيتي..) " ضمها الى صدره بشوق (وهو لايزال يحمل حذاءه)" تبادلا الاشتياق بلهفة.. حتى الارتواء (وكان لايزال يحمل حذاءه)" لتنتهى الحركة الثانية
وتبدأ الحركة الثالثة.
فى هذا الحركة الثالثة الذى يبدأ كبداية المشهد الاول ليعيد للمخيلة الانتباه وبهذه العبارة"فى هذه الاثناء كان هناك رجل" هنا ترتبك المخيله بين بقايا أثر الاغواء الاول وظلال الايحاء بالخيانه الزوجية فى (خاطفة سردية) بديعة لتتراوح الرؤية داخل المخيله كبندول بين الحذر من الحيله السابقة والتشكك والتساؤل حتى تأتى كلمة" فى المطبخ يفتح باب الثلاجة" ليتم تطابق الحدث مع الموقع"يفتح باب الثلاجة ثم يندهش لعدم وجود بيضتين وضعهما بيده قبل خلوده للنوم مبكرا كعادته"(وهنا موضع الحيلة الثانية التى أشرنا اليها تلك التى كان يموه عليها بهذا الحذاء " فاتجه ناحية المطبخ ليسكت معدته قليلاً قبل قيامه بمباغتته الموعودة, كان لا يزال يحمل حذاءه.. فتح باب الثلاجة فوجدها خاوية إلا من بيضتين يتيمتين". نلاحظ فى الحركة الثالثة اختفاء الحذاء تماما هناك ارتباط غامض بين فوزي الذى استقبلنا فى بداية النص يختفي فوزي المحاول فوزى" بجد, عليك لفتات و حركات مالهاش حل يا فوزي" الحاضر بحضور الحذاء/الجذمه والحريص على الاورجزمه، الذى يختفى بظهور فوزي الجائع فاقد البيضتين الذى ينهى معنا النص ولكن أختفاء الوسائل يشير الى الجوهر وموطن الاعتبار، ثم تأتى كلمة "كعادته لتزيد الأمر أختلالا فهنا أيضا تتدافع الايحاءات وتتصاعد لتمهد لإرباك كامل للمخيله"أغلق باب الثلاجه" هذا الرجل؟ أنه يتصرف كصاحب مكان ليس متسللا ليس متلصصا، وهو يشتشيط غضبا متمتما: مراتي هاجراني--- هكذا إذن—فوزي منفصلا تماما، فاقدا القدرة على الرؤية و السمع(كيف تنظر في عين أمرأه لا تستطيع حمايتها، كيف تصبح فارسها فى الغرام) فها هو يخرج من غرفة تاركا ظله فيها يفعل ما لم يفعله على الحقيقة—لماذا لم يسمع هذا الملاعبة والمدعابة " بحبك يا فوزية..
بعشقك يا فوزي..
ضمها إلى صدره بشوق و هو لا يزال يحمل حذاءه..
تبادلا الاشتياق بلهفة.. حتى الارتواء
وهو لا يفصله عنهم إلا الجدار، فوزي يدرك الأمور ولكنه عاجز تماما عن القبض على الأسباب أو التعامل معها فوزى يشعر بالمرض بالألم ولكن يجهل مصدرة الحقيقيى، فوزي يدرك ذاته بشكل غامض ولكنه عاجز تماما عن اختراق غيوم هذا الغموض لهذا فهو يسقط الغضب على العائق المباشر، فإذا لم يكن هناك إلا بيضتين فماذا تأكل فوزية؟ فهل تموت فوزية من الجوع؟ انه لايستطيع الابتعاد عن السبب المباشر لانه سوف يواجه نفسه فهل هو عاجز عن ادراك الاسباب أم انه خائف من مواجهة الاسباب او التعامل معها فوزي يستعرض الموقف كله لسنتين ماضيتين ويفهم الموقف كله " مراتي هاجراني بقالها سنتين قلنا ماشي أنا غلطت كتير في حقها و وريتها أيام سوده" ولكن داخل هذا العالم الذى استطاع الراوى فى كلمات قليلة بأعتماده على ما أصبح يحيط بعوالم فوزى المتعدده وعلى خلفية أصداء المركز على الهامش فهناك أحداث ثقيله تلقى بظلالها على المواطن العادى منها المعيشي والاقليمى والعالمى ولكن هذا العالم الداخلي لفوزى الذى يمثل الاغلبية الصامتة قهرا وعجزا وتنظر حولها على لاأحد ولا أفق، هذا التوازن الشفيف بين ما ينهال فوق الرأس وما يمس الجلد والعظم من أحداث الى جانب دائرة المباشر بخشونته وشروط البقاء الممكن وبين ما تدركه الحواس وما تتغافل عنه وما يحدث على الحقيقة ويتم التعامل معه على أنه خيال، هذا التواطىء المقيم، هذا الازدواج/الانفصام الحاد،" الغضب الفاقد الوجهة" كل هذا على المحك كل هذا" التوتر" هل فوزي فى حلم أم كابوس لقد انتزع الواقع قدرة فوزي على أن يحب نفسه انتزع قدرته على الخيال وزلزل أركانه فهو ممتلىء غضبا وفاقد القدرة على الفعل لانه لم يعد يستطيع أن يحلم رغم شدة عزمه هو غير قادر على مجرد" عبور" الغرفة المجاورة لمواجهة الحقيقة/فوزية أيا كانت انتقاما أم غراما أنه يتواطىء مع الغموض لانه لايؤمن بنفسه ولا بأي شىء آخر. لهذ فهو حزين ليس حزن نهاية فيلم أمريكان بيوتى ولكن حزن بداية رواية الغريب لكامي حزن اللامبالى لذا فهو--- أغلق الباب متمتماً بمزيد من اللعنات*
---------
(1) راجع تدوينة فوزى نياهاهاها(الذى أختفى فى ظروف غامضة)
(2) راجع البوسط السابق
(3)الاحالة لكافكا وروايته المسخ (فبطل الرواية بعدما تحول لحشرة متعددة الارجل ،اصبح عليه مواجهة واقع ومنظور مختلف لذاته وللعالم ،ليس واقع الانسان لانه لم يعد كذلك تماما وليس واقع الحشرة لنفس السبب،إذا هو واقع الإنسان الحشرة)
(4) http://uk.news.yahoo.com/25052006/323/philosopher-scientist-farmer-crack-chicken-egg-question.html
http://www.alarabiya.net/articles/2006/05/27/24117.htm
* لقد تم أغفال صوت فوزية فى القراءة فى أنتظارصوت يعبر رؤيتها يوما ما