مرثية البحور المحروثة
تناول كوباً من لبن العصفور ثم ذهب لحرث البحر..
و قبل أن ينتهي من حرث البحر بوقت قصير اصطدم معوله بالخير الذي عمله أحدهم ثم رماه في البحر دون انتظار لمكافأة أو حتى لكلمة شكر, سالت الدماء من الخير المرمي و ظل يصدر أنيناً خافتا تشبهه الموسيقى و لا يشبهها, فانفطر قلب فوزي حزناً و عض أصابعه ندماَ حتى انفصلت عن كفيه, لم يتبق من أصابعه العشرة سوى وسطى اليمنى..
مرت الأيام و قلب فوزي المنفطر لا يتوقف عن النزف, و مقلتاه لا ترتاحان من ذرف الدمع, و صوت الأنين الخافت الذي تشبهه الموسيقى و لا يشبهها يمزق الدنيا من حوله, لم يعد فوزي يسمع صوتاً سواه, و لم يتحرك من أمام القبر الذي صنعه "للخير المرمي" بعد أن قام بدفنه وسط البحر المحروث, ثم زيّنه بورود مكلومة لا تحيا و لا تموت.. لكنها ترقص كبلورات الملح في جرح لا يندمل, و تذوب مع الأنين كقطعة سكّر في حنين لا يكتمل.. عذوبة الألم أنت, أم ألم العذوبة أنت أيا أنيناً لخير نسيه صاحبه ذات يوم..
ذلك الصباح كان مختلفاً.. حين مر الغريب ببحر فوزي, و حين اقترب منه حيث ينوح, وسط البحر المحروث و أمام قبر يزدان بورود مكلومة..
بحثت كثيراً يا فوزي في كل البحور المحروثة..
نجحت في جمع كل الخير الذي رميته في كل البحور..
و تبقّى خيرٌ واحدٌ.. نسيت في أي بحرٍ رميتُه..
و حين تذكرت..
جئت لبحرك يا فوزي..
فعلمت أنك وجدت آخر خير صنعته..
آخر خير رميتُه في بحر..
لا تذرف الدماء و الدموع يا فوزي..
أنا هنا لأشكرك..
لأنك طهرتني من آخر حماقاتي..
خلصتني من أسوأ ألقابي..
لن أحمل لقب "العبيط" مرة أخرى..
و لن يركلوا مؤخرتي بعد اليوم..
وضعت كل الخير الذي قدمته لهم أمام أعينهم..
لم يستطع أحدهم إنكار خيري عليه..
ما أجمل انحناء رؤوسهم اعترافاً بالجميل..
ما أحلى انكسار عيونهم خجلاً من المعروف..
لذة المَنّ ليس كمثلها لذة.. صدقني يا فوزي..
سلمت يداك و معولك يا فوزي..
أدام لك الله إصبعك يا فوزي..
منذ الآن أنت صديقي..
أنا خلّك الوفي يا فوزي..
مضى الغريب عائداَ من حيث أتى بعد أن قام بنبش القبر, حاملاً معه خيره الذي رماه لينساه..
و تبخر صوت الأنين..
و عاد الصمت..
جف الدم و الدمع.. و سافرت الورود..
التقط فوزي معوله مرة أخرى و ذهب ليكمل حرث جزء صغير من بحر كان قد أوشك على حرثه, و لحسن الحظ كان يمتلك إصبعاً (وسطى اليمنى), و لحسن الحظ أيضاً نال صداقة الخلّ الوفي ذلك الغريب الذي مر ببحره مرتين في أحد عهود المشمش..
قبل خلوده للنوم و قد أنهكه التعب بعد أن أتم حرث البحر, كان فوزي يبتسم بخبث و هو يحكّ جبهته بإصبعه الوسطى و يقول: بس إياكش يطمر يا عم العبيط...
........................
و قبل أن ينتهي من حرث البحر بوقت قصير اصطدم معوله بالخير الذي عمله أحدهم ثم رماه في البحر دون انتظار لمكافأة أو حتى لكلمة شكر, سالت الدماء من الخير المرمي و ظل يصدر أنيناً خافتا تشبهه الموسيقى و لا يشبهها, فانفطر قلب فوزي حزناً و عض أصابعه ندماَ حتى انفصلت عن كفيه, لم يتبق من أصابعه العشرة سوى وسطى اليمنى..
مرت الأيام و قلب فوزي المنفطر لا يتوقف عن النزف, و مقلتاه لا ترتاحان من ذرف الدمع, و صوت الأنين الخافت الذي تشبهه الموسيقى و لا يشبهها يمزق الدنيا من حوله, لم يعد فوزي يسمع صوتاً سواه, و لم يتحرك من أمام القبر الذي صنعه "للخير المرمي" بعد أن قام بدفنه وسط البحر المحروث, ثم زيّنه بورود مكلومة لا تحيا و لا تموت.. لكنها ترقص كبلورات الملح في جرح لا يندمل, و تذوب مع الأنين كقطعة سكّر في حنين لا يكتمل.. عذوبة الألم أنت, أم ألم العذوبة أنت أيا أنيناً لخير نسيه صاحبه ذات يوم..
ذلك الصباح كان مختلفاً.. حين مر الغريب ببحر فوزي, و حين اقترب منه حيث ينوح, وسط البحر المحروث و أمام قبر يزدان بورود مكلومة..
بحثت كثيراً يا فوزي في كل البحور المحروثة..
نجحت في جمع كل الخير الذي رميته في كل البحور..
و تبقّى خيرٌ واحدٌ.. نسيت في أي بحرٍ رميتُه..
و حين تذكرت..
جئت لبحرك يا فوزي..
فعلمت أنك وجدت آخر خير صنعته..
آخر خير رميتُه في بحر..
لا تذرف الدماء و الدموع يا فوزي..
أنا هنا لأشكرك..
لأنك طهرتني من آخر حماقاتي..
خلصتني من أسوأ ألقابي..
لن أحمل لقب "العبيط" مرة أخرى..
و لن يركلوا مؤخرتي بعد اليوم..
وضعت كل الخير الذي قدمته لهم أمام أعينهم..
لم يستطع أحدهم إنكار خيري عليه..
ما أجمل انحناء رؤوسهم اعترافاً بالجميل..
ما أحلى انكسار عيونهم خجلاً من المعروف..
لذة المَنّ ليس كمثلها لذة.. صدقني يا فوزي..
سلمت يداك و معولك يا فوزي..
أدام لك الله إصبعك يا فوزي..
منذ الآن أنت صديقي..
أنا خلّك الوفي يا فوزي..
مضى الغريب عائداَ من حيث أتى بعد أن قام بنبش القبر, حاملاً معه خيره الذي رماه لينساه..
و تبخر صوت الأنين..
و عاد الصمت..
جف الدم و الدمع.. و سافرت الورود..
التقط فوزي معوله مرة أخرى و ذهب ليكمل حرث جزء صغير من بحر كان قد أوشك على حرثه, و لحسن الحظ كان يمتلك إصبعاً (وسطى اليمنى), و لحسن الحظ أيضاً نال صداقة الخلّ الوفي ذلك الغريب الذي مر ببحره مرتين في أحد عهود المشمش..
قبل خلوده للنوم و قد أنهكه التعب بعد أن أتم حرث البحر, كان فوزي يبتسم بخبث و هو يحكّ جبهته بإصبعه الوسطى و يقول: بس إياكش يطمر يا عم العبيط...
........................
العنوان والصورة
ملاحاقات الأثر ومراوغات المعنى
يدق العنوان مرة أخرى "كل أجراس الانتباه" فعندما يستحيل الواقع لايبقى للمعنى إلا ما يلامس الجذور عله يصادف عصبا مازال حيا في هذا الموات المقيم(1) فلطالما كان الفلاح بعلاقته المباشرة مع الأرض يكتفي بثماره عن أقواله فبين الأرض والفلاح والحرث علاقة وجود أزلية مذ كان الناس وكان الوجود لهذا " فخيره" كان دائما لغيره كعقد غير مكتوب بينه وبينها لتزداد به التصاقا ويكون له بها جذر الوجود -- بيت /وطن/أصل/ فصل / قبر-- ولحظة الحرث فى الزراعة أحد بنود هذا العقد هى لحظة شديدة الجهد عميقة الجدوى وهى التى مكنت لظهور ما يسمى بالحضارات فوق الأرض هذا عندما يكون السياق له منطقه وحدوده الفاصلة،---- ولكن في عالم الحكايا يقلب الراوى والقلب حلقه من حلقات" الحرث" أو يعكس دائرة المعنى فإذا كان حرث البحر مستحيلا فهذا ما يحال على النص نفسه، ولكن قبل ذلك تأتي كلمة" مرثية" أول كلمات العنوان بكل ما تعني دلالتها من معاني لتأسس وتبث هذا الشجن الذى يهيء المخيلة للنزوع إلى حنين غامض على ما يشكله نبل هذا الإدراك بالفعل اللامجدى فى مواجهة ما يبدو مستحيلا ""حرث البحر""، فالرثاء يكون على القيمة المفتقدة/المفقودة فحرث البحر مفهوم كتندرعلى عدم الجدوى فى عالم الفلاحة كما هو حال ناطح الصخر في شفاهيات الرعاه، مما يشكل حقل دلالي يتخطى العنوان ليخيم على حضور النص، ولكن عندما ننتقل الى الصورة يبدو "المحتمل النقدي" وعناصره عاجز عن اختراق المعنى ما يوحي بحيرة الراوي أمام "احساسه بالجدوى رغم كل معطيات"الواقع اللامجدي" فالصورة تستمر في تجاوزها "كتأمل بالغ التعقيد فى المعنى" كما فى نص( الأورجزمه) وكما فى نص( يوم أينعت رأسى وحان قطافها) لكن الصورة هنا فى تواصلها مع العنوان تنحاز الى عالم السارد الداخلي ما يستدعي لخاطرة جلال الدين الرومى وتسائله المضىء: ولكن ما الصورة إذا جاء المعنى؟(2) وهكذا جاءت الصورة تفرض على الرؤية التجاوز الى النص مستعصية على التأمل— ويبدوا سطح الصوره كمحاولة لزحزحة الافق المحدود الحاوى والقابض لرؤية متجاوزة لمحيطها تنشد الوسع ورغم البريق والشفافية البادية الا ان البلور يبدو بسطحه الأملس المستغلق الاحكام شديد المناعة وصلدا، لوهله يحتار المتلقى هل هذا السجين/الشبح داخل البلورة أم أن هذا هو أنعكاس صورته على سطح البلوره الا ان التكوين ينجح فى تعليق المعنى رغم ترجيح الخلفية الضوئية المرجح، ألى أن يتلامس بعض شعاع المعنى مع الثلث الأخير فى المقطع الأول من النص فالبلور المذهب بحياده كوسيط يعكس الشكل ولكنه يحجب الرؤية نتيجه لنقاء صقل البلورمما يذئبق المعنى، ففى مستدعى وان بدا مفارق (ملمح لشبح سيزيف متوحدا داخل الصخرة التى تحولت لبلورة تحتويه فى مقاربة موازية لعملية حرث لكنها فى الصخرومع الاقدار) وهكذا ينفتح المعنى على مستدعيات أخرى للصورة هذا "التأمل بالغ التعقيد في المعنى المشار اليه" –{ فسيزيف لم تعد على أكتافه الصخره –يحملها الذين يولدون في مخادع الرقيق – والبحر—كالصحراء – لايروى العطش، لان من يقول " لا" لا يرتوى إلا من الدموع!} (3) ليبدو النص البصرى هنا (الصورة/التكوين) كنوع من التواصل بين الموسيقى والنحت، فتلك التكوينات البصرية التي لها عدة تطبيقات أخرى (4) كمقاربات لنوع من التواصل والتراسل بين الفنون(الرسم /التصوير/ الموسيقى/ النثر /الشعر/المقال/الحكى/الكليب) أصبح لها""خطابها"" الداخلى داخل بنية المدونه يراوغ المعنى والأثر بين وضوح الرؤية وعجز الارادة كما تجلى فى نص الأورجوزمه وما تلاه من تدوينات علي سبيل المثال
النص
لبن العصفور وأوتار الهدهد
المسافات بين الذكرى والنيسان
ينقسم النص هنا أيضا كما فى الأورجزمه الى ثلاث مقاطع بثلاث حركات يبدأ أولها، متواصلا مع العنوان وفى تكوين سردى متلاحق ينفذ الراوى الى عالمه الخاص الذى أصبح كمدينة مسحورة تفقد فيها المعانى جاذبيتها المنطقية وتتفكك تماسكاتها الدلالية وتنقلب رأسا على عقب، ففى جملة من تسع كلمات: (" تناول كوباً من لبن العصفور ثم ذهب لحرث البحر.." ) وهكذا بمباغتة سردية كالسهم النافذ يخلخل الراوى مستحيل العنوان بمستحيل موازي ليكون لبن العصفور هو الترياق الممكن، فإذا كان"حرث البحر" فعلا مستحيلا فليتقوت الحارث قوتا مستحيلا ليصبح" لبن"العصفور هذا السائل الذى يستثير في المخيلة تندرا على الاستحالة، كما هى رؤية حلمة الأذن، كوبا جاهزا للتناول وليتحول حرث البحر إلى عمل ذو جدوى، من الممكن الانتهاء منه فى أمد معلوم، وقبل أن ينهي سطره الأول يعاجل الراوى بمعوله مخيلة المتلقي قبل تهيأها لتجاوزالتلاحق السردى معتمدا على الرصيد الشفاهى لأيقونة (أعمل الخير وأرميه فى البحر) (5) موظفا لها ومغلقا الدائرة حول مخيلة المتلقى ساحبا له" لمنطق /لامنطق" عالمه تماما ليتراكم المشهد حول هذا الذى شرب لبن العصفور وذهب ليحرث البحر لكنه إلى الآن لم يواجه المتلقى بوجهه، وينهمك فى العمل، وتتكامل للمباغتة السردية عناصرها بتطور درامى سريع فيصطدم معوله "بالخير" الملقى من أحدهم هذا الخيرالذى يتحول لكائن حى يأن موسيقى ويتوجع وتسيل منه الدماء في أثناء اندماج الحارث فى حرثه ليظهر فوزي فى مشهد شديد التعقيد بين الأنين والدماء والموسيقى والألم المتبادل والندم المتجاوز الى الشعور بالجريمة والمتبوعه بالعقاب الفوري والعاجل والفظيع معا تاركا المتلقى بين الدهشه والفزع "فقطم كل هذه الأصابع دفعه واحده في فعل"أوديبي" "تطهرى" رغم أفتقاره الي المأساه؟! لذا فهو يقترب الى حد الجنون والتوحش (عض أصابعه ندماَ حتى انفصلت عن كفيه, لم يتبق من أصابعه العشرة سوى وسطى اليمنى) ولكنه رغم كل هذا يغرس بمنتهى الخفة"حيله سردية" بحجم الأصبع لها حينها،
وهنا يجب التوقف قليلا فظهور فوزي إزداد تماسكا و كثافة بحضور عميق الدلالة شديد الجاذبية وبدأ يستحضر طقوسه ،لقد زحف فوزي فى عالمه السردى وأصبحت له قدرته الذاتية على المناورة التى تكاد أن تحاور الراوي.
ترك السارد للمتلقي ومخيلته فرصة للتنهد ليعاود إغراءه "بكل ما تعنى فى المخيله كلمة " مرت الأيام" تلك التنهيدة التى تعبر شفاهة عن براحة الارتجال في الحكي وتعطي للخيوط السردية استطالتها وللمتلقي الترقب، فوزى عليل القلب دامع العينان، لقد تحول الخير المرمي الى جثه/عدم دنيوى " تحول الى خير حقيقى" وهنا لابد من الانتباه أن تلك المدينة التى يشرب فيها لبن العصفور ويحرث فيها البحر ويتحول فيها عمل الخير الى كائن حى هي ليست مدينه معاكسة لما يصطلح عليه في عالم الواقع، ، فقابلية عمل الخير للموت فيها لم تكن هى المشكلة و ليس حرث البحر ولا لبن العصفور ولكنه احساس فوزى غير المبرر الذى بدى فيه وكأنه ينتمى لثقافة الخطيئة الأولى هو ما مكن للسارد إنشاء أحجيته السردية لتتكامل للنص بنيته الساخرة ، ينهى السارد هذا الجزء من النص موظفا تلك الموسيقى/الأنين الذى (يشبه الموسيقى ولا يشبهها يمزق الدنيا من حوله" ليخيم جو الرثاء بكل طقوسه الصوت/المقبرة/الورود الذى يختم بها الراوى حكيه فى هذا المقطع بقطعة وكأنها هامش ضوئى للصورة فهو يصف الورود في ثنائيات متقاطعة وتكوينات جمالية محبلة بالمعنى بين الموت والحياة /الرقص والبريق /الملح والجرح /عذوبة وأنين وهكذا بين دفن الخير المرمى ونهاية المقطع اللأول كان حضور الصورة هو فائض المعنى.(6)
هوامش على المعنى
يبدأ السارد المقطع الثانى فى تواصل بديع الرشاقة فبين كلمتى –ذات يوم/ ذلك الصباح (7) كانت هناك انسيابية تحاكى موج البحر الهادي ولكن تأتى جملة " ذلك الصباح كان مختلفا" لتنعش للمخيلة توجساتها التى يؤججها السارد بظهورالغريب " فاعل الخير" والذى بدأ وكأنه يعرف فوزي بل كأنه يراقبه فهو لم يحتاج لأى ايضاح من فوزي الذى ظل على ألمه ولوعته ونواحه، فى ظلال رثاء مخلوط بندم مجهول المصدر فهو كان يمارس عمله ولم يتعمد إصابة هذا الخير المرمى الأمر الذى يشوش المخيلة ويبقيها على حذرها من فوزي ، يتواصل الغريب مع فوزي وكأنه يتحالف معه على المتلقى يأتى ومعه كل الإجابات ليعيد لعالم فوزي هدوئه ويلملم خيره المسجى يأتى ليحل مشكلته ومشكلة فوزي بسبب عملية" تذكر" مفاجئه وبين لذة المن "الذريعة الملتبسة بأيحاء الأنصاف المفتقد" وسلمت يداك وأدام الله إصبعك يا فوزي أسفر النص عن سخريته العميقة فهذا الغريب في غاية الغموض ورؤية فوزي له لم تكن تميل الى الحياد، لقد" نبش" القبر، والنبش كلمة وإن كانت تعبر عن الفعل بدقه إلا إنها ثقيلة على القلب وهكذا حال لايكون من" خل وفي" مجهول الإسم والهوية الذى أتى لياخذ معه خيره المسجى و" يعالج عبطه المدعى" ومؤخرته الكليمة" ليحصد لذة المَنّ وأذاه "---وألم فوزي----وهكذا ينتهى المقطع الثانى باختفاء الغريب وبنية الحكايا إلا من أثارها على يد فوزي التى تترك المتلقي فى حيرة من الكيفية التى يتعامل بها فوزي مع(8) معوله
يبدأ مشهد الختام في المقطع الثالث" كحتمية درامية" بعودة الصمت (وتبخر صوت الانين-- وعاد الصمت-- جف الدم والدمع--- وسافرت الورود)، لهذا عندما التقط معوله! مرة أخرى ليكمل حرث البحر ولأول مرة استخدم "أوان المشمش" فى موقعة الدلالى متجاوبا مع ما السياق اللالى المتوارث عن مقولة" الخل الوفي" (في المشمش) كمستحيل من المستحيلات الثلاث ممهدا لأستعادة حيلته السردية التي طمرها فى بداية الحكايا، قالبا بخبث شديد عالم الحكى رأسا على عقب مرة اخرى فى اشارة" غير ودية" (لخبثه/ حرصه) الشديد على الاحتفاظ باصبع الوسطى وحركية عقله الثلاث فى اليد اليمنى( أن بقي لليد حيله) فهكذا يد لم يعد لهاالا محيط محدود و" غريب " ؟! بعض الشىء-- من الفعل فى دعم مباشر--- لكلمة الختام التى تنهي كل الحكايا
---------------------------
الهوامش
(1)
http://en.wikipedia.org/wiki/For_Whom_the_Bell_Tolls
http://www.4uarab.com/vb/showthread.php?t=11151
(2) تبدو بعض ظلال التباسات نص الأورجزمه ما أدى الى شرح النص من مبدعه الى جانب" التعقيب"االذى أضطر له المدون/الراوى في النص السابق ( رجل أسد وبردقوش)
يقول جلال الدين الرومي"المرء مع من لايفهمه مثل السجين"
(3) أمل دنقل –كلمات سبارتكوس الأخيرة
لاتحلموا بعالم سعيد فخلف كل قيصر يموت قيصر جديد--(حرث آخر)
(4) أنظر على سبيل المثال تدوينات--البديات اللأخيره—مارس 14/ 2006
كلام مرسل وخلاص--- أبريل 12/ 2006
تشتهينا المساحة----- أبريل 26/ 2006
(5) راجع تدوينة فوزي أمثال--- ديسمبر 5/ 2006
(6) النص هنا مكتمل التكوين بحيث انه لو انتهى هنا نهاية( المقطع الأول) "أم ألم العذوبة أنت { أيا } أنيناً لخير نسيه صاحبه ذات يوم.."، فالنص هنا يبدو منسجم مع أتساع رؤية الراوى كما تبدو فى الصوره( قارن على سبيل المثال ببوسط---نافذة الجنون- أغسطس 31/2006 وهو من البوستات التى أختفت فيه الصورة) ولكن يبدوا ان ظلال التلقي عموما على نص الأروجزمه كان له شبح حضوره ، لايفسرذلك الا حميمية العلاقه بين الفنان ومحبيه فهو حريص على التواصل لهذا فتح الإفق للمعنى بين العنوان والصورة ، ثم جعل من الثلثين الاخرين من النص تنويعات مختلفة على المعنى كنوع من تفكيك اللأثر فيما يمكن ان يكون "هوامش على المعنى "
(7) يستخدم الراوى هذا التكنيك السردى ، أو كما أشرت فى نص الأورجزمه تلك( الخاطفه السردية) كنوع من الوصل والفصل
(8) يمثل العجز والتعجيز ومحاولات تجاوزه علامة مصاحبة لفوزي يقابله فى الآن تماسك شديد الصلابة وأن بدا غامض المصدر أمام هذه الاشكالية الجوهرية( العجز المقيم) هذا التماسك الذى يتخطى الذات وقوانين الوجود كصراع، بتكنيك هو مزيج من السخرية ظاهره اللامبالة وباطنه إيمان عميق بالقدر